وأفادت وكالة مهر للأنباء إن الكاتب اللبناني أمين محمد حطيط أشار في مقال له في جريدة الثورة السورية إلى إن عودة الدعوة إلى استئتاف العمل على المسار السياسي وإطلاق مباحثات جنيف السورية - السورية وفقاً لتصريح مندوب الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً يشير إلى إن من أقفل الباب وهو "امريكا" تعود اليوم لتفتحه.
وبحث حطيط أسباب هذا الكر والفر الذي انتهى بانسحاب "معارضة الرياض" من المفاوضات وإعلانها الحالي لاستعدادها للمشاركة فيها، متسائلاً عن التغييرات التي سجلها المشهد السوري منذ نيسان الماضي حتى الآن، وماهي الأوراق التي كسبتها امريكا هذه المدة وما خسرته.
واعتبر الكاتب السوري إن اميركا عملت مع ادواتها الإرهابية والمسلحة أربعة أشهر في الميدان ودخلت في معارك كر وفر كادت في بعض اللحظات تدعي انها امتلكت فيها أوراق القوة المطلوبة التي تمكنها من التفاوض بشكل يؤدي الى إنجاح الخطة ب في الأساسيات منها خاصة لجهة فرض التقسيم الصريح او المقنع لسورية وتاليا الحضور الدائم على الأرض السورية بما يطيح بالسيادة السورية والقرار المستقل، إلا إن قوى الواقع السوري ومحور المقاومة وروسية أدارت الملعب لغير مصلحة امريكا ولاسيما في الشمال السوري، معتبراً محاولة امريكا لتأسيس "جيش سوريا الجديد" أثبتت عجزها وفشلها.
وأضاف حطيط إن الأوضاع السياسية الراهنة من اقتراب الانتخابات الامريكية إلى الانقلاب العسكري التركي وإعادة ترتيب التحالفات في المنطقة وفقاً لمصالحها غير من معطيات المشهد السوري فعسكريا لا تملك اميركا الوسائل العسكرية التي تمكنها من احداث نصر مؤكد خلال فترة الثلاثة أشهر المتبقية للانتخابات الرئاسية الأميركية وبالتالي يبدو انها قررت ان تقود عملياتها العدوانية ضد سورية تحت عناوين ثلاثة استمرار في قضم الأرض في الشمال ومنع الجيش العربي السوري من استكمال معركة حلب واستثمار ما تبقى من وجود لداعش في سورية.
أما سياسياً فإن اميركا أدركت ان معسكر العدوان الذي تقوده ضد سورية يكاد يكون في أسوأ حال من التفكك والترهل ولاسيما بعد رهانها على وحدة سوريا منذ خمس سنوات.
ورأى الكاتب السوري إن اميركا اليوم لا تستطيع ان تحسم في الميدان ولا تستطيع ان تبتز بالسياسة كما وترفض قطعا الإقرار بالهزيمة لكل ذلك نرى ان السلوك الأميركي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيكون في اتجاهات ثلاثة : استمرار المراوغة في الميدان استنزافا مع الحؤول دون تحقيق الخصم لأي أنجاز جديد فيه مصلحة للحكومة السورية، المراوغة في السياسة و العودة الشكلية الى المفاوضات التي قد تعقد في أيلول المقبل بعض جلساتها للإيحاء بجدية أميركية ، اما على صعيد معركة حلب فان اميركا ستلقي بكل ثقلها لمنعها ، و ستواجه طبعا إصرارا سوريا مقاوما لاستكمالها مع دعم روسي لموقف محور المقاومة دون الاصطدام بأميركا او اغضابها. /انتهى/.
تعليقك